الخميس، 21 مايو 2009

الفقر يدمر البيئة والتنمية المستدامة

إن الإنسان مرهون ببيئتة ومرتبط بها ارتباطًا وثيقًا, فإن إختل هذا الرباط إختلت موازين البشر واعتلت صحتهم وانتابتهم الأسقام والأمراض والأوجاع المستمرة التي لا نهاية لها, لهذا فإن الحفاظ على البيئة فيه حفاظ للبشر ولرفاهيتهم وللأجيال الآتية.
ويلاحظ أنه مع تطور وسائل النقل والمواصلات تحققت للإنسان العلاقات الاقتصادية المتبادلة بعد ما كان يعيش في مناطق منعزلة أو متباعدة. فمع هذا التطور تحققت الوحدة الاقتصادية والبيئية. وظهر مفهوم التنسيق التعويضي بين الدول من خلال تبادل أو شراء السلع والمحاصيل والتقنيات والمواد الخام والثروات الطبيعية؛ لهذا نجد أن المجاعات العالمية قد تكون لأسباب اقتصادية أو سياسية تؤدي في كثير من الأحيان إلى الحروب حيث يعزف الفلاحون عن زراعة أراضيهم مما يقلل الإنتاج الزراعي أو الحيواني أو ينصرف العمال عن مصانعهم المستهدفة مما يقلل الإنتاج الصناعي, وهذا العزوف والتوقف النشاطي الزراعي والصناعي يؤثر على حركة التنمية المستدامة ليس للأقاليم التى تدور بها الحروب وإنما للعالم بأسره كما في الحروب العالمية.
لقد اتفقت دول العالم على أن مفهوم الفقر هو العوز والحاجة, ولكن أي عوز وأي حاجة, فالإنسان منذ بدء الخليقة وهو يفتقر إلى متطلبات الحياة المادية من (ملبس, ومسكن, ومأكل, ومشرب) والغير مادية كالإيمان والأخلاق والمشاعر ... وغير ذلك, إذ كل ما يرد في الذهن عند ذكر الفقر عوز إجتماعي واقتصادي, ويقتصر مفهومنا للفقر على أنه عجز أفراد المجتمع على تلبية جزء كبير من حاجتهم الاقتصادية ذات المحتوى أو المضمون الاجتماعي. ويلاحظ أن الاهتمام الأكبر بالفقر المادي وإغفال الفقر الغير مادي الذي يؤثر تأثيرًا مباشر على حركة التنمية البشرية والتنمية المستدامة, لأنه يؤدي إلى فقر الحريات والنمو والإنصاف والعدالة؛ مما يزيد من وطأة الظلم وزيادة أعداد الفقراء على المستوى الدولي.
وتتطلب التنمية البشرية الإهتمام أولاً بهذا البعد الأخر من الفقر, الذي قلما ينظر إليه على الرغم من أنه السبب الرئيسي في الفقر البشري المادي.
إثباتًا لذلك لما يدور بأذهاننا من أسئلة كثيرة التي منها (لماذا لم يتم القضاء على الفقر حتى الآن؟ وما سبب وجود الفقر في الدول الغنية التي تتمتع بمستوى معيشة مرتفع؟) وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي ممكن أن أصل بها إلى مئات الأسئلة.
والسبب في ذلك هو أننا نحارب طواحين الهواء وعدم المعرفة الحقيقية للفقر مثل من يريد أن يقتلع شجرة من الأرض يقوم بقطع الفروع ثم الجسم غير مهتم بالجذور وهو ما نفعله عند القضاء على الفقر والحرمان نتجه بالتفكير إلى حل المشكلة عن طريق رفع مستوى المعيشة للوصول والحصول على كافة الخدمات اللازمة للإيفاء بإحتياجات الأفراد التي لا توفي, ولكن في الواقع أن قضية الفقر أعمق من ذلك بكثير فإن الفقر هو إفتقار الفكر الإنساني الراعي لمصالح الأخرين المشجع للحرية, المبني على الأخلاق والإيمان بأحقية كل فرد بالعيش في بيئة نظيفة وحقوق متشاوية وعدالة اجتماعية منصفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق